نص تجريبي
حياةْ
نظرَ إليّ مطوّلاً، كانَ في عينيهِ كلامٌ كثيرٌ، لكنّه فجأةً توقّفْ، اختنقَ الحديثُ في حلقه، غصّة بدتْ لي ظاهرةً للعينْ، سألتهُ ودمعةٌ ما رأيتها تسلّلتْ على غيرٍ موعدٍ.
أنتَ ذاهبٌ، أليسَ كذلك؟
رفعَ عينيهِ إلَى السّماءْ وقالْ لي: إنّهم يَطلبوننِي كيْ ألتحقَ بهمْ، ألاَ تسمعينَ صوْتهمْ يا سّلمى، ألا تسمعينْ؟
كان بيديهِ كوفيّةُ جهادْ، وضعها بيدِي وقالَ لي: إنْ لمْ أعدْ، أخبِري جدّتِي أنّي رجلٌ كما أرادتْ لي أن أكونْ.
مشى خطوةً، خُطوتينْ، ثلاثُ خطوّاتْ، أربعٌ، خمسٌ، عشرْ. صارَ أمامَ الحاجزِ تماماً.
كانَ أمام الحاجزٍ، وفي لحظةٍ لمْ يعدْ موجوداً، لمْ يعُدْ إلاّ نّاراً أحرقتْ كلّ شيءٍ كان هناكْ.
إرسال تعليق